تاريخ الصناعة في نابلس
عدد القراءات: 13338

قبل الاحتلال: وجدت في نابلس عدة صناعات في القرن الماضي ورد ذكرها في كثير من السجلات . ومن ذلك صناعة الصابون والحلويات والطحينة و الكلس وطحن الحبوب بواسطة طواحين الماء، والصياغة والمنسوجات ودبغ الجلود والصباغ والحدادة . على أشهر صناعات نابلس هي صناعة الصابون واستخراج الزيوت من الصابون والسمسم والزيوت النباتية الاخرى . وقد بلغ عدد المصابن في القرن الماضي ثلاثين مصبغة ذكر منها مصبنة الشعراوية ومصبنة الصعارية، والمصبنة العثمانية، وأشهر من عمل بصناعة الصابون من أهل نابلس في القرن الماضي محمد أفندي مرتضى الجعفري، والشيخ يوسف زيد القادري، والحاج محمود تفاحه الحسيني، وهاشم الجندلي وأسعد شموط، حيث كان معظم من عمل بها من الاشراف أنذاك، وتعد مدينة نابلس من أهم مدن فلسطين من الناحية الصناعية سواء من حيث عدد مصانعها أم تنوعها أن انتاجها أم عدد العاملين فيها. وتقوم معظم الصناعات التي وجدت وتوجد فيها الان على المنتجات المحلية من مواد خام زراعية أو حيوانية، وتتوزع المراكز الصناعية في المدينة عند أطرافها الشرقية والغربية حيث تم تخصيص المنطقة الشرقية منطقة صناعية للمدينة، وبالرغم مما سبق فإن حال الصناعة في هذه المدينة لا تتجاوز كثيرا حالها عن بقية أنحاء الضفة الغربية حيث تتصف بأنها محدودة في رأسمالها وعدد العاملين فيها، وفي طاقتها الانتاجية و إسهامها في الناتج المحلي، واقتصاد معظمها على الصناعات الاستهلاكية، واعتمادها بشكل كبير على المواد الخام المحلية، ومن هنا كان سر نجاح صنعتي الصابون واستخراج الزيوت النباتية .

اللتين تعتبران من أكبر الصناعات الموجودة في المدينة وفي الضفة الغربية إنتاجا وإسهاما في الناتج الصناعي والناتج المحلي الاجمالي .

أما عن أهم الصناعات التي كانت موجودة حتى 1967م فنذكر منها:-

  1. مصنع الزيوت النباتية : تأسس عام 1953 برأسمال قدره مئة ألف دينار بنصيب 40% من رأس المال . وقد أنشئ المصنع شرقي المدينة في المنطقة الصناعية الشرقية، وباشر عمله عام 1957م حيث يقوم بتكرير زيت الزيتون وزيت بذر القطن المستورد . واختيرت نابلس مركزا له لوقوعها في أكبر منطقة منتجه للزيت في فلسطين.فقد بلغ معدل الانتاج السنوي من الزيت قرابة (9000) طن عام 1964م، وتبلغ طاقة المصنع الانتاجية 20 طن لكل ساعة يمكن رفعها إلى 25 طن للساعة . كما وينتج المصنع إضافة إلى زيت الزيتون السمن النباتي الذي تستورد المواد الخام اللازمة لانتاجه (زيت النخيل) من الملايو واندونيسي، ويكفي انتاج المصنع حاجة البلاد ويصدر فائض الإنتاج للدول العربية المجاورة. وقد حددت فترة امتياز للمصنع بثلاثين عاما، مع أن يكون للمصنع خلالها من حصر التكرير للزيتون فيه وحده وحقه في تصدير الزيت المكرر وحده، وعدم السماح بإنشاء صناعات مزاحمه لأهدافه وحماية المنتج والمستهلك بتحديد اسعار معقولة لشراء وبيع الزيت.
  2. صناعة الصابون: لقد اكتسبت المدينة شهرة عن طريق صناعة الصابون، وقد كانت لها سوق رائجة منذ القديم وحتى بداية الانتداب البريطاني والفرنسي على بلاد الشام، حيث خسرت نابلس سوقها الشمالي بعد الانتداب وسوقها المحلي بعد نكبة 1948م. وقد أثر انتاج الصابون الاجنبي ومزاحمته واتقان صنعه، وعدم وضع قيود جمركية على تقدم هذه البضاعة وبالرغم من وجود عدد من مصانع الصابون تقدر بحوالي (22) حتى القرن التاسع عشر لم يبق منها سوى خمسة حتى 1997مإلا ان طاقتها واسهامها لا يضاهي مثيلاتها إطلاقا.
  3. معامل الزيتون : يوجد بامدينة كثر من أربع معاصر للزيتون بعضها لا زال بدائيا والاخر عليه تحسينات آلية . إلا أن عمليها موسمي فقط .
  4. صناعة الكبريت : يوجد شركة تقوم بصناعة الكبريت وقد كان مصنعها هو المصنع الوحيد في البلاد، ولكن مزاحمه الصناعات الاجنبية اثرت على نجاح وتوسع المصنع مما أدى إلى إغلاقه .
  5. مصانع التنك : يوجد مصنع لصنع التنك تأسس عام 1956م برأسمال قدره 20.600 دينار ولا يعمل المصنع بطاقته الكاملة نظرا للمزاحمه التي يلقاها من مصنع التنك الملحق بشركة الزيوت النباتية، وقد بلغت قيمة انتاجه عام 1964م نحو 500.000 دينار.
  6. قص الحجر والرخام : كانت هذه الصناعة في القرن الماضي تعقد الايدي العاملة وعلى اصحاب هذا المهنة،، ولكن اليوم بفضل التكنولوجيا انتشرت هذه الصناعة وتوسعت في المحافظ، حيث ان اسهامها في الناتج الصناعي من أعلى المساهمات . وبالتالي فإن اسهامها في الناتج المحلي عالي.
  7. صناعات اخرى: وهناك صناعات اخرى كدبغ الجلود ومصانع الاعلاف والحلاوة والحلويات والمرطبات والنجاره التي معظمها استهلاكية ويقتصر تسويقها على السوق المحلي الضيق ولا يتجاوز عدد عمال كل منها خمسة عمال.

وهذا ويمكن القول ان عدم وجود احصاءات تفصيلية عن القطاعات الاقتصادية امر يحول دون الخوض في تفصيلات اكثر من مدى مساهمة كل منها في الدخل المحلي للمدينة ولوائها، أو من حيث عدد العاملين فيها او تقدير انتاجها، حيث اوردت البيانات للفترات التي سبقت وتلت حرب 1967م على شكل تناول كل الوية فلسطين، إلا ما ورد على شكل متفرقات لا يسهل منها اعطاء صورة دقيقة عن هذه القطاعات مثل معامل استخراج زيت السيرج من بذرة السمسم لصناعة الطحينة.

 

بعد الاحتلال : يتميز النشاط الصناعي بالطابع الاستهلاكي، ويغلب عليه الطابع الحرفي ويعود سبب ذلك إلى صغر حجم السوق وحجم الاموال المستثمرة في الصناعة، ومنافسة السلع الصناعية الاسرائيلية للمنتجات الصناعية للمناطق المحتله، ويتصف هيكل الصناعة للمدينة ولوائها خاصة للقطاع الصناعي في الضفة الغربية يضعف نحوه، وتشير الدراسات المتعلقة باوضاع الصناعة في الضفة الغربية، ان العرب سيكونون في اسرائيل غير قادرين على احداث تقدم مهم في تطور الصناعة ضمن ظروف الاحتلال، حيث يفتقر القطاع الصناعي إلى غياب التنمية الصناعية الحقيقية أو أي تطور صناعي جديد، وذلك بسبب غياب الحماية لصناعة المناطق المحتله ولعدم وضوح المستقبل السياسي،والسوق المحلية الصغيرة، بحيث يمكن إقامة صناعات بديلة للاستيراد فقط مع العلم أن المواد الاولية اللازمة للصناعة الاسرائيلية كمتعهد ثانوي على اساس بقاء المناطق المحتلة تابعة لحلقات التصنيع التي تتم في اسرائيل.

اما من حيث اهم الصناعات الموجودة في نابلس واعدادها حتى 1978م فيوضحها الجدول:-

أهم الصناعات في نابلس:-

نوع الصناعة

العدد

نوع الصناعة

العدد

نسيج وغزل

123

اغذية

48

صابون

24

كيماويات ومواد تنظيف

1

بلاستيك

2

احذية

31

نجارة

42

اصلاح سيارات

91

صناعات كهربائية

1

طوب ومصانع

81

زجاج

2

اثاث معدني

56

سخانات شمسية

1

المجموع

 

 

وتعتبر مدينة نابلس ثاني اكبر المراكز الصناعية في الضفة الغربية بعد الخليل من حيث عدد المصانع حيث بلغ عدد مصانع نابلس 503 مصنع بينما بلغت اعداد مصانع لكل من القدس والخليل واريحا و رام الله وبيت لحم وجنين وطولكرم (381،769،49،27،264،184،165) على التوالي، وحيث كان مجموع المصانع في الضفة الغربية نحو 2587 مصنعا حتى عام 1978م.

 

أما ابرز الاجراءات التي فرضتها اسرائيل في سبيل اعاقة الطاقة الانتاجية للصناعة وفتح اسواق الضفة للمنتوجات الاسرائيلية :-

1- رفعت اسرائيل المكوس على الصناعات التقليدية كالصابون والزجاج والنسيج حيث زادت الضريبة على الصابون والزجاج من 7.5 % إلى 15% ورفعت القيمة المضافة من 12% إلى 15% في حزيران 1982م

2- تقييد دخول الاموال إلى المناطق المحتله إعتبارا من شهر حزيران عام 1982م مما يقيد من استثمار رؤوس الاموال في الصناعات من مصادر تمويل خارج الوطن المحتل.

وجملة القول ان الصناعة في هذه المدينة كغيرها من المدن الاخرى تعاني من مشاكل التسويق وعدم سهولة توفير المواد الخام، ونقص الخبرة العلمية وعدم توفير رؤوس الاموال الكافية لتوسعها، وصغر أحجامها، توجهها للصناعات الاستهلاكية .

 

أضف تعليق
تغيير الصورة
تعليقات الزوار

1

محمد عماد عبدالله قطاير، الأردن
لم ارى ضمن التعربف في الصناعة في نابلس صناعة صهر المعادن وتشكيلها والتي خرجت فنيين انتشروا في عدد من دول الخليج وقد كانت قبل قيام الكين الصهيوني واستمرت ولا تزال ومن هؤلاء: -خليفة ورنو ( بجانب المقبرة الشرقية) - فطاير (مخيم عسكر) وكما اعلم عدد صغير من الورشات المتخصصة بعد عام 1967.
تصميم وتطوير: ماسترويب